تحف العقول - ابن شعبة الحراني - الصفحة ٢٢٨
يختلفون فيه. وقد خلت لهم من الله سنة (1) ومضى فيهم من الله حكم إن في ذلك لذكرى للذاكرين. واعقلوه (2) إذا سمعتموه عقل رعاية ولا تعقلوه عقل رواية، فإن رواة الكتاب كثير ورعاته قليل والله المستعان.
* (جوابه عليه السلام عن مسائل سئل عنها) * * (في خبر طويل كتبنا منه موضع الحاجة) * بعث معاوية رجلا متنكرا يسأل أمير المؤمنين عليه السلام عن مسائل سأله عنها ملك الروم فلما دخل الكوفة وخاطب أمير المؤمنين عليه السلام أنكره فقرره فاعترف له بالحال (3) فقال أمير المؤمنين عليه السلام: قاتل الله ابن آكلة الأكباد ما أضله وأضل من معه، قاتله الله لقد أعتق جارية ما أحسن أن يتزوجها، حكم الله بيني وبين هذه الأمة قطعوا رحمي وصغروا عظيم منزلتي وأضاعوا أيامي. علي بالحسن والحسين ومحمد، فدعوا، فقال عليه السلام: يا أخا أهل الشام هذان ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا ابني فاسأل أيهم أحببت، فقال الشامي:
أسأل هذا، يعني الحسن عليه السلام (4). ثم قال:

(١) في بعض النسخ [سبقة].
(٢) في روضة الكافي [اعقلوا الحق].
(٣) رواه الصدوق رحمه الله في الخصال مسندا عن أبي جعفر عليه السلام والطبرسي في الاحتجاج و فتال النيسابوري في الروضة عنه عليه السلام والراوندي في الخرائج قال: بينا أمير المؤمنين (ع) في الرحبة والناس عليه متراكمون فمن بين مستفت ومن بين مستعد إذ قام إليه رجل فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فنظر إليه أمير المؤمنين بعينيه هاتيك العظيمتين ثم قال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته من أنت؟ فقال: أنا رجل من رعيتك وأهل بلادك. قال: ما أنت من رعيتي ولا من أهل بلادي ولو سلمت على يوما واحدا ما خفيت على. فقال: الأمان يا أمير المؤمنين. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هل أحدثت في مصري هذا حدثا منذ دخلته؟ قال: لا. قال: فلعلك من رجال الحرب قال: نعم قال: إذا وضعت الحرب أوزارها فلا بأس. قال: أنا رجل بعثني إليك معاوية متغفلا لك أسألك عن شئ بعث فيه ابن الأصفر وقال له: أن كنت أحق بهذا الامر والخليفة بعد محمد صلى الله عليه وآله فأجبني عما أسألك فإنك إذا فعلت ذلك لابتعثك وبعثت إليك بالجائزة فلم يكن عنده جواب وقد أقلقه ذلك فبعثني إليك لأسألك عنها. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: قاتل الله ابن أكلة الأكباد - إلى آخر الخبر مع اختلاف يسير.
(٤) في الخصال [يعنى الحسن (ع) وكان صبيا فقال له الحسن عليه السلام: سلني عما بدا لك؟ فقال الشامي: كم بين الحق الخ]. وقوله: " كان صبيا " فيه ما فيه لكونه عليه السلام جاوز الثلاثين حينذاك.
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست