تحف العقول - ابن شعبة الحراني - الصفحة ٤٢٣
والقنوط من رحمة الله. ومعاونة الظالمين والركون إليهم. واليمين الغموس (1). وحبس الحقوق من غير عسر. والكبر. والكفر. والاسراف. والتبذير. والخيانة وكتمان الشهادة والملاهي التي تصد عن ذكر الله مثل الغناء وضرب الأوتار. والاصرار على الصغاير من الذنوب. فهذا أصول الدين. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه وآله وسلم تسليما.
* (ومن كلامه عليه السلام في التوحيد) * سأله عمران الصابي في مجلس كبير جمع له المأمون فيه متكلمي الملل كلهم المخالفين للاسلام فخصم جميعهم (2) - والخبر طويل والمجلس مشهور. ذكرنا منه ما اقتضاه الكتاب - (3).
قال له عمران الصابي: أخبرني نوحد الله بحقيقة أم نوحده بوصف (4)؟
فقال له الرضا عليه السلام: إن النور البدئ (5) الواحد الكون الأول واحد لا شريك

(1) اليمين الغموس - بفتح الغين -: اليمين الكاذبة التي يتعمدها صاحبها لأنها تغمس صاحبها في الاثم.
(2) أي غلبهم في الخصومة.
(3) روى الصدوق هذه الرواية بتمامها في كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام وهي من مناظراته و احتجاجاته على أرباب الملل المختلفة وذوي الآراء التافهة كجاثليق من رؤساء النصارى، ورأس الجالوت من رؤساء اليهود وهريذ الأكبر من رؤساء المجوس وعمران الصابي من رؤساء الصابئين وهي مشتملة على أسئلة القوم وأجوبة الرضا عليه السلام وقد طال المجلس في احتجاجه على عمران حتى جاء وقت الصلاة فقام الرضا عليه السلام للصلاة فلما صلى عاد إلى مجلسه ودعا بعمران أن يسأله ما شاء فشرع عمران بالسؤال عن بقية شبهاته وأجاب الرضا عليه السلام كلها فأسلم عمران في آخر المجلس واستشهد الشهادتين وقد ذكر في هذا الكتاب بعض الشبهات وأجوبتها مختصرا وموجزا ونحن نوردها بتمامها مع شرحها لبعض اساتيدنا المحققين في اخر هذا الكتاب ومن شاء فليراجع هناك.
(4) في العيون [يوحد] في الموضعين. وفي بعض نسخه [يوجد] بالجيم في الموضعين أيضا.
(5) البدئ: كبديع لفظا ومعنى. وفي العيون [ان الله المبدئ].
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»
الفهرست