ينضجه والليل يبرده، ثم أقبل على منطقه فقال: أنا ابن المستجاب الدعوة، أنا ابن من كان من ربه كقاب قوسين أو أدنى، أنا ابن الشفيع المطاع، أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن من خضعت له قريش رغما، أنا ابن من سعد تابعه وشقي خاذله، أنا ابن من جعلت الأرض له طهورا ومسجدا، أنا ابن من كانت أخبار السماء إليه تترى (1)، أنا ابن من أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فقال معاوية أظن نفسك يا حسن تنازعك إلى الخلافة؟ فقال: ويلك يا معاوية إنما الخليفة من سار بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وعمل بطاعة الله ولعمري إنا لاعلام الهدى ومنار التقى ولكنك يا معاوية ممن أبار السنن وأحيا البدع واتخذ عباد الله خولا (2) ودين الله لعبا فكان قد أخمل ما أنت فيه، فعشت يسيرا وبقيت عليك تبعاته. يا معاوية والله لقد خلق الله مدينتين إحديهما بالمشرق والأخرى بالمغرب أسماهما جابلقا وجابلسا، ما بعث الله إليهما أحدا غير جدي رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقال معاوية: يا أبا محمد أخبرنا عن ليلة القدر. قال: نعم عن مثل هذا فاسأل، إن الله خلق السماوات سبعا والأرضين سبعا والجن من سبع والانس من سبع فتطلب من ليلة ثلاث وعشرين إلى ليلة سبع وعشرين. ثم نهض عليه السلام.
* (وروى عنه عليه السلام في قصار هذه المعاني) * قال عليه السلام: ما تشاور قوم إلا هدوا إلى رشدهم.
وقال عليه السلام: اللؤم أن لا تشكر النعمة.
وقال عليه السلام: لبعض ولده: يا بني لا تواخ أحدا حتى تعرف موارده ومصادره فإذا استنبطت الخبرة (3) ورضيت العشرة فآخه على إقالة العثرة والمواساة في العسرة.
وقال عليه السلام: لا تجاهد الطلب جهاد الغالب ولا تتكل على القدر اتكال المستسلم