يحفز بها الحيزوم (1) ويغص بها الحلقوم، لا يسمعه النداء ولا يروعه الدعاء فيا طول الحزن عند انقطاع الاجل. ثم يراح به على شرجع (2) نقله أكف أربع، فيضجع في قبره في لبث وضيق جدث فذهبت الجدة (3) وانقطعت المدة ورفضته العطفة وقطعته اللطفة، لا تقاربه الأخلاء ولا يلم به الزوار (4) ولا اتسقت به الدار. انقطع دونه الأثر واستعجم دونه الخبر (5). وبكرت ورثته، فاقتسمت تركته ولحقه الحوب وأحاطت به الذنوب. فإن يكن قدم خيرا طاب مكسبه. وإن يكن قدم شرا تب منقلبه.
وكيف ينفع نفسا قرارها والموت قصارها (6) والقبر مزارها، فكفى بهذا واعظا.
كفى يا جابر امض معي فمضيت معه حتى أتينا القبور، فقال: يا أهل التربة و يا أهل الغربة أما المنازل فقد سكنت. وأما المواريث فقد قسمت وأما الأزواج فقد نكحت. هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم؟ ثم أمسك عني مليا. ثم رفع رأسه فقال: والذي أقل السماء فعلت (7) وسطح الأرض فدحت لو أذن للقوم في الكلام، لقالوا: إنا وجدنا خير الزاد التقوى. ثم قال: يا جابر إذا شئت فارجع.
* (ذكره عليه السلام الايمان والأرواح واختلافها) * أتاه رجل فقال له: إن أناسا يزعمون أن العبد لا يزني وهو مؤمن. ولا يشرب الخمر وهو مؤمن. ولا يأكل الربا وهو مؤمن. ولا يسفك دما حراما وهو مؤمن.