تحف العقول - ابن شعبة الحراني - الصفحة ٢٢٥
[بسم الله الرحمن الرحيم] وروى عن الامام السبط التقى أبى محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما ورحمته وبركاته في طوال هذه المعاني في أجوبته عن مسائل سأله عنها أمير المؤمنين عليه السلام أو غيره في معان مختلفة (1) قيل له عليه السلام: ما الزهد؟ قال: الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا: قيل:
فما الحلم؟ قال: كظم الغيظ وملك النفس. قيل: ما السداد؟ قال: دفع المنكر بالمعروف قيل: فما الشرف؟ قال: اصطناع العشيرة وحمل الجريرة. قيل: فما النجدة؟ (2) قال:
الذب عن الجار والصبر في المواطن والاقدام عند الكريهة. قيل: فما المجد؟ قال: أن تعطي في الغرم (3) وأن تعفو عن الجرم. قيل: فما المروة؟ قال: حفظ الدين وإعزاز النفس ولين الكنف (4) وتعهد الصنيعة وأداء الحقوق والتحبب إلى الناس. قيل:
فما الكرم؟ قال: الابتداء بالعطية قبل المسألة وإطعام الطعام في المحل (5) قيل:
فما الدنيئة؟ قال: النظر في اليسير ومنع الحقير. قيل: فما اللؤم؟ قال: قلة الندى وأن ينطق بالخنى (6). قيل: فما السماح؟ قال: البذل في السراء والضراء. قيل: فما الشح؟
قال: أن ترى ما في يديك شرفا وما أنفقته تلفا. قيل: فما الإخاء؟ قال: الإخاء في الشدة والرخاء. قيل: فما الجبن؟ قال: الجرأة على الصديق والنكول عن العدو. قيل:
فما الغنى؟ قال: رضى النفس بما قسم لها وإن قل. قيل: فما الفقر؟ قال: شره النفس

(١) روى الصدوق (ره) شطرا منه في معاني الأخبار ص ١١٣ وأبو نعيم في الحلية ج ٢ ص ٣٦ ونقله ابن صباغ في الفصول المهمة ص ١٦٤ وابن كثير في تاريخه ج ٨ ص ٣٩ والبستاني في دائرة المعارف ج 7 ص 39.
(2) اصطناع العشيرة: الاحسان إليهم. والجريرة: الذنب والجناية. والنجدة: الشجاعة والشدة والبأس.
(3) الغرم - بتقديم المعجمة المضمومة: ما يلزم أداؤه.
(4) الكنف - محركة -: الجانب والناحية. وكنف الانسان: حضنه والعضدان والصدر. وقوله:
" وتعهد الصنيعة " أي اصلاحها وانماؤها.
(5) المحل - بالفتح -: الشدة والجدب. يقال: زمان ما حل أي مجدب.
(6) اللؤم - مصدر من لؤم الرجل لؤما وملامة - كان دنى الأصل شحيح النفس فهو لئيم.
والندى كعمي -: الجود والفضل والخير. والخنى - مقصورا -: الفحش في الكلام.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست