تحف العقول - ابن شعبة الحراني - الصفحة ٤١٥
[بسم الله الرحمن الرحيم] * (وروى عن الامام الهمام أبى الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام في طوال هذه المعاني) * * (جوابه عليه السلام للمأمون) * " في جوامع الشريعة لما سأله جمع ذلك " روي أن المأمون بعث الفضل بن سهل ذا الرياستين (1) إلى الرضا عليه السلام فقال له: إني أحب أن تجمع لي من الحلال والحرام والفرائض والسنن، فإنك حجة الله على خلقه ومعدن العلم. فدعا الرضا عليه السلام بدواة وقرطاس، وقال عليه السلام للفضل: اكتب:
بسم الله الرحمن الرحيم حسبنا شهادة أن لا إله إلا الله، أحدا صمدا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، قيوما،

(1) رواه الصدوق - رحمه الله - في العيون عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان. وعن حمزة بن محمد بن أحمد عن أبي نصر قنبر بن علي بن شاذان عن أبيه عن الفضل بن شاذان. وعن أبي محمد جعفر بن نعيم بن شاذان، عن عمه عن الفضل بن شاذان.
والفضل بن سهل هذا هو وزير المأمون ومدبر أموره لقب بذى الرياستين لأنه قلد الوزارة والسيف جميعا كان مجوسيا فاسلم على يدي المأمون سنة 190، أو يدي يحيى بن خالد البرمكي وكان من صنائع آل برمك: كان عالما فاضلا ومن أخبر الناس بعلم النجوم وأكثرهم إصابة في أحكامه قيل ومن إصاباته ما حكم به على نفسه. وكان يتشيع وهو الذي أشار على المأمون بولاية العهد لأبي الحسن الرضا عليه السلام فلما ندم المأمون من ولاية العهد ثقل عليه أمر الفضل واحتال عليه خرج من مرو منصرفا إلى العراق ودس عليه حتى قتله غالب السعودي الأسود مع جماعة في حمام سرخس مغافصة سنة 203، وروى الصدوق في العيون أخبارا في ذمه وأنه كان معاندا للرضا عليه السلام واخوه أبو محمد الحسن بن سهل هو الذي حاصر بغداد بمشاركة طاهر بن الحسين ذي اليمينين وقتل الأمين محمد بن الزبيدة المخلوع أخا المأمون سنة 198 وكان من المنسوبين إلى مذهب الإمامية وتولى الوزارة بعد أخيه وكان عالما بالنجوم قيل: وهو الذي أخبر أخاه بقتله بحساب النجوم توفى سنة 236 وبنته يوران هي التي تزوجها المأمون وبذل لها ما لم يبذل أحدا. وكان ذو الرياستين وأخوه من أهل سرخس من بلاد خراسان وهو الذي كتب أبو الحسن الرضا عليه السلام كتاب الجاء والشرط في شأنه وشأن أخيه. وسيأتي سؤاله عن الرضا عليه السلام من النجوم في خلق الليل والنهار.
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»
الفهرست