العالم؟ فقال: أنت لم تكن ثم كنت وقد علمت أنك تكون نفسك ولا كونك من هو مثلك.
33 - حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي قال: حدثنا أبي عن أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال: سأل المأمون أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن قول الله تعالى: (وهو الذي خلق السماوات والأرض في سته أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا) (1) فقال: ان الله تبارك وتعالى خلق العرش والماء والملائكة قبل خلق السماوات والأرض فكانت الملائكة تستدل بأنفسها وبالعرش وبالماء على الله عز وجل ثم جعل عرشه على الماء ليظهر بذلك قدرته للملائكة فتعلموا انه على كل شئ قدير ثم رفع العرش بقدرته ونقله وجعله فوق السماوات السبع ثم خلق السماوات والأرض في سته أيام وهو مستولى على عرشه وكان قادرا على أن يخلقها في طرفه عين ولكنه تعالى خلقها في سته أيام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئا بعد شئ فيستدل بحدوث ما يحدث على الله تعالى مره بعد مره ولم يخلق الله العرش لحاجة به إليه لأنه غني عن العرش وعن جميع ما خلق لا يوصف بالكون على العرش لأنه ليس بجسم تعالى عن صفه خلقه علوا كبيرا وأما قوله عز وجل: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) فإنه عز وجل خلقهم ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته لا على سبيل الامتحان والتجربة لأنه لم يزل عليما بكل شئ فقال المأمون:
فرجت عنى يا أبا الحسن عليه السلام فرج الله عنك ثم قال له: يا بن رسول الله فما معنى قول الله عز وجل: (ولو شاء ربك لامن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وما كان لنفس ان تؤمن إلا بإذن الله ) (2) فقال الرضا عليه السلام: حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: إن