17 - حدثنا تميم بن عبد الله بن القرشي رضي الله عنه قال:
حدثنا أبي عن أحمد بن علي الأنصاري عن بريد عمير بن معاوية الشامي قال: دخلت على علي بن موسى الرضا بمرو فقلت له: يا بن رسول الله ر روى لنا عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: إنه لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين فما معناه؟ قال: من زعم أن الله يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها فقد قال بالجبر ومن زعم أن الله عز وجل فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه عليهم السلام فقد قال بالتفويض والقائل بالجبر كافر والقائل بالتفويض مشرك فقلت له: يا بن رسول الله فما أمر بين أمرين؟
فقال: وجود السبيل إلى اتيان ما أمروا به وترك ما نهوا عنه فقلت له: فهل لله عز وجل مشيه وإرادة في ذلك؟ فقال: فاما الطاعات فأراده الله ومشيته فيها الامر بها والرضا لها والمعاونة عليها وإرادته ومشيته في المعاصي النهى عنها والسخط لها والخذلان عليها قلت: فهل لله فيها القضاء؟ قال: نعم من فعل يفعله العباد من خير أو شر إلا ولله فيه قضاء قلت: ما معنى هذا القضاء؟ قال: الحكم عليهم بما يستحقونه على أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة.
18 - حدثنا محمد بن محمد بن عصام قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان قال: حدثنا أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم عن الحسين بن القاسم الرقام عن القاسم بن مسلم عن أخيه عبد العزيز بن مسلم قال: سئلت الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: (نسوا الله فنسيهم) (1) فقال إن الله تعالى لا ينسى ولا يسهو وإنما ينسى ويسهو المخلوق المحدث الا تسمعه عز وجل يقول:
(وما كان ربك نسيا) (2) وإنما يجازى من نسيه ونسي لقاء يومه بان ينسيهم أنفسهم كما قال الله عز وجل: (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك الفاسقون) (3) وقال تعالى: (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم