أربعة عشر يوما اخرج محمد بن زبيدة من الحبس وبويع له ثانيه وجلس في الملك سنه وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوما ثم ملك عبد الله المأمون عشرين سنه وثلاثة وعشرين يوما فاخذ البيعة في ملكه لعلي بن موسى الرضا عليه السلام بعهد المسلمين من غير رضاه وذلك بعد ان هدده بالقتل وألح عليه مره بعد أخرى في كلها يأبى عليه أشرف من تأبيه على الهلاك فقال عليه السلام.
(اللهم انك نهيتني عن الالقاء بيدي إلى التهلكة وقد أكرهت واضطررت كما أشرفت من قبل عبد الله المأمون على القتل متى لم اقبل ولاية عهده (1) وقد أكرهت واضطررت كما اضطر يوسف ودانيال عليه السلام!
قبل كل واحد منهما الولاية من طاغية زمانه اللهم لا عهد الا عهدك ولا ولاية لي إلا من قبلك فوفقني لإقامة دينك واحياء سنه نبيك محمد (ص) فإنك أنت المولى والنصير ونعم المولى أنت ونعم النصير) ثم قبل عليه السلام ولاية العهد من المأمون وهو باك حزين على أن لا يولى أحدا ولا يعزل أحدا ولا يغير رسما ولا سنه وأن يكون في الامر مشيرا من بعيد فاخذ المأمون له البيعة على الناس الخاص منهم والعام فكان متى ما ظهر للمأمون من الرضا عليه السلام فضل وعلم وحسن تدبير حسده على ذلك وحقد عليه حتى ضاق صدره فغدر به وقتله بالسم ومضى إلى رضوان الله تعالى وكرامته.
2 - حدثني تميم بن عبد الله بن نعيم القرشي رضي الله عنه قال: حدثني أبي عن أحمد بن علي الأنصاري عن علي بن ميثم عن أبيه قال: سمعت أمي تقول: سمعت نجمه أم الرضا عليه السلام تقول: لما حملت بابني على لم اشعر بثقل الحمل وكنت اسمع منامي تسبيحا وتهليلا وتمجيدا من بطني فيفزعني ويهولني فإذا انتبهت لم اسمع شيئا فلما وضعته وقع الأرض واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم فدخل إلى أبوه موسى بن جعفر عليه السلام فقال لي: هنيئا لك يا نجمه كرامة ربك