متدانياتها آله بتفريقها على مفرقها وبتأليفها على مؤلفها ذلك قوله تعالى:
(ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) (1) ففرق بها بين قبل وبعد ليعلم ان لا قبل له ولا بعد شاهده بغرائزها ان لا غريزه لمغرزها داله بتفاوتها ان لا تفاوت لمفاوتها مخبره بتوقيتها ان لا وقت لموقتها حجب بعضها عن بعض ليعلم ان لا حجاب بينه وبينها غيرها له معنى الربوبية إذ لا مربوب وحقيقه الإلهية إذ لا مالوه ومعنى العالم ولا معلوم ومعنى الخالق ولا مخلوق وتأويل السمع ولا مسموع ليس مذ خلق استحق معنى الخالق ولا باحداثه البرايا استفاد معنى البرائيه كيف؟ وتغيبه مذ ولا تدنيه قد ولا يحجبه لعل ولا توقته متى ولا يشتمله حين ولا تقاربه مع إنما تحد الأدوات أنفسها وتشير الاله إلى نظائرها وفي الأشياء يوجد أفعالها منعتها مذ القديمة وحمتها قد الأزلية لولا الكلمة افترقت فدلت على مفرقها وتباينت فأعربت عن مباينها لما تجلى صانعها للعقول وبها احتجب عن الرؤية واليها تحاكم الأوهام: وفيها أثبت غيره ومنها أنبط الدليل وبها عرفها الاقرار وبالعقول يعتقد التصديق بالله وبالاقرار يكمل الايمان به ولا ديانه إلا بعد معرفه ولا معرفه إلا بالاخلاص ولا اخلاص مع التشبيه ولا نفى مع اثبات الصفات للتشبيه فكل ما في الخلق يوجد في خالقه وكل ما يمكن فيه يمتنع في صانعه لا تجرى عليها الحركة والسكون وكيف يجرى عليه ما هو أجراه أو يعود فيه ما هو ابتداه؟! إذا لتفاوتت ذاته ولتجزء كنهه ولامتنع من الأزل معناه ولما كان للباري معنى غير معنى المبروء ولو حد له وراء إذا لحد له امام ولو التمس له التمام إذا لزمه النقصان كيف يستحق الأزل من لا يمتنع من الحدوث؟ وكيف ينشئ الأشياء من يمتنع من الانشاء؟ وإذا لقامت فيه آية المصنوع ولتحول دليلا بعد ما كان مدلولا عليه ليس في مجال القول حجه ولا في المسألة عنه جواب ولا في معناه لله تعظيم وفي ابانته عن الخلق ضيم إلا بامتناع الأزلي ان يثنى ولما لا بدئ له ان يبتدء لا اله إلا الله العلي العظيم كذب العادلون وضلوا ضلالا بعيدا وخسروا خسرانا مبينا وصلى الله على محمد