قال: حدثني أبو عبد الله الرياحي، عن أبي الصامت الحلواني، عن أبي جعفر عليه السلام قال: فضل أمير المؤمنين عليه السلام (1): ما جاء به آخذ به وما نهى عنه أنتهي عنه، جرى له من الطاعة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ما لرسول الله صلى الله عليه وآله والفضل لمحمد صلى الله عليه وآله، المتقدم بين يديه كالمتقدم بين يدي الله ورسوله، والمتفضل عليه كالمتفضل على رسول الله صلى الله عليه وآله والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله باب الله الذي لا يؤتى إلا منه وسبيله الذي من سلكه وصل إلى الله عز وجل وكذلك كان أمير المؤمنين عليه السلام من بعده وجرى للأئمة عليهم السلام واحدا بعد واحد، جعلهم الله عز وجل أركان الأرض أن تميد بأهلها، وعمد الاسلام، ورابطة على سبيل هداه، لا يهتدي هاد إلا بهداهم ولا يضل خارج من الهدى إلا بتقصير عن حقهم، أمناء الله على ما أهبط من علم أو عذر أو نذر، والحجة البالغة على من في الأرض، يجري لآخرهم من الله مثل الذي جرى لأولهم، ولا يصل أحد إلى ذلك إلا بعون الله.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا قسيم الله بن الجنة والنار، لا يدخلها داخل إلا على حد قسمي، وأنا الفاروق الأكبر، وأنا الامام لمن بعدي، والمؤدي عمن كان قبلي، لا يتقد مني أحد إلا أحمد صلى الله عليه وآله وإني وإياه لعلى سبيل واحد إلا أنه هو المدعو باسمه ولقد أعطيت الست: علم المنايا والبلايا، والوصايا، وفصل الخطاب، وإني لصاحب الكرات (2) ودولة الدول، وإني لصاحب العصا والميسم، والدابة التي تكلم الناس (3).
(باب) * (نادر جامع في فضل الامام وصفاته) * 1 - أبو محمد القاسم بن العلاء - رحمه الله - رفعه، عن عبد العزيز بن مسلم قال: كنا مع الرضا عليه السلام بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا