سنة 1158 ه. وجامع الأحكام في 25 مجلدا " (1) للسيد عبد الله شبر، المتوفى سنة 1246 ه. ومستدرك الوسائل ومستنبط المسائل (2) للحاج الميرزا حسين النوري الطبرسي، المتوفى سنة 1320 ه، وكثير من أمثالها.
وقد كان علماء الشيعة ورواة أخبار آل محمد - ولا يزالون - يتوارثون العناية برواية الحديث، وحمله، ونقده وجمعه، وترتيبه، وفنون داريته (3)، وتعديل رواته، وتحقيق تواريخ وطبقات رجاله (4) وإجازاتهم المبسوطة، في هذا الباب جمة، وقد بلغ بعضها مقدار بضع مجلدات، أما المقتضبة، فأشتات كثيرة لا تحصى، قيدت طائفة منها في مجموعات مشهورة، حافلة بالفوائد والنوادر (5).
وأكتفي في الدلالة - على عناية الشيعة بالحديث - بما رواه أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري. في كتاب دلائل الإمامة قال (جاء رجل إلى فاطمة عليها السلام فقال: يا ابنة رسول الله. هل ترك رسول الله - عندك - شيئا " تطرفينيه (6) فقالت:
يا جارية هات تلك الحريرة (7) فطلبتها، فلم تجدها. فقالت: ويحك (8) اطلبيها فإنها تعدل عندي حسنا " وحسينا "، فطلبتها فإذا هي قد قممتها في قمامتها، فإذا فيها: قال محمد النبي: ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذي جاره. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا "، أو يسكت، إن الله يحب الخير، الحليم، المتعفف، ويبغض الفاحش، والضنين (9)