فأخذه وأدرجه ووضعه تحت رأسه، قال: فكفن فيه. قال أحمد: قال أبو يعقوب: رأيت أبا الحسن عليه السلام مع ابن الخضيب فقال له أبن الخضيب: سر جعلت فداك فقال له: أنت المقدم فما لبث إلا أربعة أيام حتى وضع الدهق (1) على ساق ابن الخضيب ثم نعي، قال: روى عنه حين ألح عليه ابن الخضيب في الدار التي يطلبها منه، بعث إليه لاقعدن بك من الله عز وجل مقعدا لا يبقي لك باقية فأخذه الله عز وجل في تلك الأيام.
7 - محمد بن يحيى، عن بعض أصحابنا قال: أخذت نسخة كتاب المتوكل إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام من يحيى بن هرثمة في سنة ثلاث وأربعين ومائتين وهذه نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن أمير المؤمنين عارف بقدرك، راع لقرابتك، موجب لحقك، يقدر من الأمور فيك وفي أهل بيتك ما أصلح الله به حالك وحالهم وثبت به عزك وعزهم وأدخل اليمن والامن عليك وعليهم، يبتغي بذلك رضاء ربه وأداء ما افترض عليه فيك وفيهم وقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد الله بن محمد عما كان يتولاه من الحرب والصلاة بمدينة رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كان على ما ذكرت من جهالته بحقك واستخفافه بقدرك وعندما قرفك به (2) ونسبك إليه من الامر الذي قد علم أمير المؤمنين براء تك منه وصدق نيتك في ترك محاولته وأنك لم تؤهل نفسك له وقد ولى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل وأمره باكرامك وتبجيلك والانتهاء إلى أمرك ورأيك والتقرب إلى الله وإلى أمير المؤمنين بذلك وأمير المؤمنين مشتاق إليك يحب إحداث العهد بك والنظر إليك، فإن نشطت لزيارته والمقام قبله ما رأيت شخصت ومن أحببت من أهل بيتك ومواليك وحشمك على مهلة وطمأنينة، ترحل إذا شئت وتنزل إذا شئت وتسير كيف شئت وإن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند مشيعين لك، يرحلون برحيلك ويسيرون بسيرك والامر في ذلك إليك حتى توافي أمير المؤمنين فما أحد من إخوته وولده وأهل بيته وخاصته ألطف منه منزلة ولا أحمد له اثرة ولا هو لهم أنظر وعليهم أشفق وبهم أبر وإليهم أسكن منه إليك إن شاء الله تعالى والسلام عليك ورحمة