4 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد الرحمن بن حماد وغيره، عن حنان بن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: نعيت إلى النبي صلى الله عليه وآله نفسه وهو صحيح ليس به وجع، قال: نزل به الروح الأمين، قال: فنادى صلى الله عليه وآله الصلاة جامعة وأمر المهاجرين والأنصار بالسلاح واجتمع الناس، فصعد النبي صلى الله عليه وآله المنبر فنعى إليهم نفسه ثم قال: " أذكر الله الوالي من بعدي على أمتي، الا يرحم على جماعة المسلمين فاجل كبيرهم، ورحم ضعيفهم، ووقر عالمهم (1)، ولم يضر بهم فيذلهم، ولم يفقرهم فيكفرهم، ولم يغلق بابه دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم ولم يخبزهم في بعوثهم فيقطع نسل أمتي. قال: [قد] بلغت ونصحت فاشهدوا ". وقال أبو عبد الله عليه السلام:
هذا آخر كلام تكلم به رسول الله صلى الله عليه وآله على منبره.
5 - محمد بن علي وغيره، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن رجل، عن حبيب بن أبي ثابت قال: جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام عسل وتين من همدان وحلوان (2) فأمر العرفاء أن يأتوا باليتامى، فأمكنهم من رؤوس الازقاق يلعقونها وهو يقسمها للناس قدحا، قدحا، فقيل له: يا أمير المؤمنين ما لهم يلعقونها؟
فقال: إن الإمام أبو اليتامى وإنما ألعقهم هذا برعاية الآباء.
6 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان ابن عيينة، عن أبي عبد الله عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه وعلي أولى به من بعدي، فقيل له: ما معنى ذلك؟ فقال: قول النبي صلى الله عليه وآله من ترك دينا أو ضياعا فعلي، ومن ترك مالا فلورثته، فالرجل ليست له على نفسه ولاية إذا لم يكن له مال، وليس له على عياله أمر ولا نهي إذا لم يجر عليهم النفقة والنبي وأمير المؤمنين عليهما السلام ومن بعدهما ألزمهم هذا، فمن هناك صاروا أولى بهم من أنفسهم وما كان سبب إسلام عامة اليهود إلا من بعد هذا القول من رسول الله صلى الله عليه وآله وأنهم أمنوا على أنفسهم وعلى عيالاتهم.