الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ١٧٢
قال: فورد هشام بن الحكم وهو أول ما اختطت لحيته وليس فينا الا من هو أكبر سنا منه، قال: فوسع له أبو عبد الله عليه السلام وقال: ناصرنا بقلبه ولسانه و يده، ثم قال: يا حمران كلم الرجل، فكلمه فظهر عليه حمران، ثم قال: يا طاقي كلمه فكلمه فظهر عليه الأحول، ثم قال: يا هشام بن سالم كلمه، فتعارفا (2)، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام لقيس الماصر: كلمه فكلمه فأقبل أبو عبد الله عليه السلام يضحك من كلامهما مما قد أصاب الشامي.
فقال للشامي: كلم هذا الغلام - يعنى هشام بن الحكم - فقال: نعم فقال لهشام:
يا غلام سلني في امامة هذا، فغضب هشام حتى ارتعد ثم قال للشامي: يا هذا أربك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم؟ فقال الشامي: بل ربي انظر لخلقه، قال: ففعل بنظره لهم ماذا؟ قال، أقام لهم حجة ودليلا كيلا يتشتتوا أو يختلفوا، يتألفهم و يقيم أودهم ويخبرهم بفرض ربهم قال: فمن هو؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وآله، قال هشام: فبعد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: الكتاب والسنة، قال هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنة في رفع الاختلاف عنا؟ قال الشامي: نعم، قال: فلم اختلفنا انا و أنت وصرت إلينا من الشام في مخالفتنا إياك؟ قال: فسكت الشامي، فقال أبو عبد الله عليه السلام للشامي: ما لك لا تتكلم؟ قال الشامي: إن قلت: لم نختلف كذبت، وإن قلت: ان الكتاب والسنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت، لأنهما يحتملان الوجوه وان قلت: قد اختلفنا وكل واحد منا يدعي الحق فلم ينفعنا إذن الكتاب والسنة الا ان لي عليه هذه الحجة، فقال أبو عبد الله عليه السلام: سله تجده مليا.
فقال الشامي: يا هذا من انظر للخلق اربهم أو أنفسهم؟ فقال هشام: ربهم أنظر لهم منهم لأنفسهم، فقال الشامي: فهل أقام من يجمع لهم كلمتهم ويقيم أودهم ويخبرهم بحقهم من باطلهم؟ قال هشام: في وقت رسول الله صلى الله عليه وآله أو الساعة؟

(1) فتعارفا في أكثر النسخ بالعين والراء المهملتين والفاء أي تكلما بما عرف كل منهما صاحبه وكلامه بلا غلبة لأحدهما على الاخر، وفى بعضها بالواو والقاف أي تعوق كل منهما عن الغلبة، وفى بعضها بالفاء والراء والقاف وفى بعضها بالعين والراء والقاف [تعارقا] أي وقعا في العرق كناية عن طول المناظرة (آت) وفى بعضها [فتعاركا] أي لم يغلب أحدهما على الاخر (في).
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»
الفهرست