الطريق إلى مذهب أهل البيت (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٣٧
ولكن الذي حدث كان غير ذلك، فالخلافة النبوية انتقلت إلى من انتقلت إليه برأي بعض المسلمين وليس بالنص، وأولئك الخلفاء تفاوتت قدراتهم في استيعاب النصوص ومعرفتها ومن ثم تعبيرهم عن النظرية، وإن أمسكوا بالسلطة في أيديهم، وكانت ثمرة الخلفاء الثلاثة الأول أن انتقال السلطة إلى الإمام علي (ع) لم يكن انتقالا هادئا ولا مستقرا إلى (إمام منصوب من الله عز وجل) ما أسهم في تفلت خيوط القوة من بين يديه ووصولها غنيمة باردة إلى بني أمية بقيادة ابن (آكلة الأكباد) (1)، وهو انتقال رسخ الوضع الآتي:
1 - سلطة لم تستمد قوتها من شرعية إلهية، وإنما من الغضب والعدوان، وهو ما عبر عنه معاوية في خطاب تسلم السلطة (إني والله ما قاتلتكم لتصلوا، ولا لتصوموا، ولا لتحجوا،

(1) آكلة الأكباد هي هند بنت عتبة، أم معاوية ابن أبي سفيان سميت بآكلة الأكباد لأنها بقرت بطن (حمزة) عم النبي وأخرجت كبده ولاكته، وذلك في معركة (أحد) التي دارت بين المسلمين ومشركي قريش بقيادة أبي سفيان، فجرح الرسول فيها، وقتل عمه حمزة، وذلك سنة 3 ه‍ / 625 م.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة