لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣١٧
مجتمعين فيه، فإذا تفرقوا عنه فليس بندي، وقيل: الندي مجلس القوم نهارا، عن كراع.
والنادي: كالندي. التهذيب: النادي المجلس يندو إليه من حواليه، ولا يسمى ناديا حتى يكون فيه أهله، وإذا تفرقوا لم يكن ناديا، وهو الندي، والجمع الأندية. وفي حديث أم زرع: قريب البيت من النادي، النادي: مجتمع القوم وأهل المجلس، فيقع على المجلس وأهله، تقول: إن بيته وسط الحلة أو قريبا منه ليغشاه الأضياف والطراق. وفي حديث الدعاء: فإن جار النادي يتحول أي جار المجلس، ويروى بالباء الموحدة من البدو. وفي الحديث:
واجعلني في الندي الأعلى، الندي، بالتشديد: النادي أي اجعلني مع الملإ الأعلى من الملائكة، وفي رواية: واجعلني في النداء الأعلى، أراد نداء أهل الجنة أهل النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا. وفي حديث سرية بني سليم: ما كانوا ليقتلوا عامرا وبني سليم وهم الندي أي القوم المجتمعون. وفي حديث أبي سعيد: كنا أنداء فخرج علينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الأنداء: جمع النادي وهم القوم المجتمعون، وقيل: أراد أنا كنا أهل أنداء، فحذف المضاف. وفي الحديث: لو أن رجلا ندى الناس إلى مرماتين أو عرق أجابوه أي دعاهم إلى النادي. يقال: ندوت القوم أندوهم إذا جمعتهم في النادي، وبه سميت دار الندوة بمكة التي بناها قصي، سميت بذلك لاجتماعهم فيها. الجوهري:
الندي، على فعيل، مجلس القوم ومتحدثهم، وكذلك الندوة والنادي والمنتدى والمتندى. وفي التنزيل العزيز: وتأتون في ناديكم المنكر، قيل: كانوا يحذفون الناس في مجالسهم فأعلم الله أن هذا من المنكر، وأنه لا ينبغي أن يتعاشر الناس عليه ولا يجتمعوا على الهزؤ والتلهي، وأن لا يجتمعوا إلا فيما قرب من الله وباعد من سخطه، وأنشدوا شعرا زعموا أنه سمع على عهد سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
وأهدى لنا أكبشا تبخبخ في المربد وروحك في النادي ويعلم ما في غد (* قوله وروحك كذا في الأصل.) فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا يعلم الغيب إلا الله.
وندوت أي حضرت الندي، وانتديت مثله. وندوت القوم:
جمعتهم في الندي. وما يندوهم النادي أي ما يسعهم، قال بشر بن أبي خازم:
وما يندوهم النادي، ولكن بكل محلة منهم فئام أي ما يسعهم المجلس من كثرتهم، والاسم الندوة، وقيل:
الندوة الجماعة، ودار الندوة منه أي دار الجماعة، وسميت من النادي، وكانوا إذا حزبهم أمر ندوا إليها فاجتمعوا للتشاور، قال وأناديك أشاورك وأجالسك، من النادي. وفلان ينادي فلانا أي يفاخره، ومنه سميت دار الندوة، وقيل للمفاخرة مناداة، كما قيل منافرة، قال الأعشى:
فتى لو ينادي الشمس ألقت قناعها، أو القمر الساري لألقى القلائدا (* قوله القلائدا كذا في الأصل، والذي عشيرته في التكملة:
المقالدا.) أي لو فاخر الشمس لذلت له، وقناع الشمس حسنها. وقوله تعالى: فليدع ناديه، يريد
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»
الفهرست