شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٤٤
والخلاف في ذلك كثير ومات القاسم بمكة صغيرا قبل أن يمشي وقيل: إنه لم يعش إلا أياما يسيرة ولم يكن له (صلى الله عليه وآله) من غير خديجة ولد غير إبراهيم (عليه السلام) ولدته مارية القبطية بالمدينة وبها توفي وهو رضيع وتوفي جميع أولاده في حياته إلا فاطمة رضي الله عنها فإنها توفيت بعده لستة اشهر، وكانت خديجة رضي الله عنها عاقلة فاضلة ذات أموال، قيل: هي أول من أسلم وبعث (صلى الله عليه وآله) يوم الاثنين فأسلمت هي ذلك اليوم وكانت له عونا على حاله كله تثبته على أمره وتصبره على ما يلقي من أذى قومه وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحبها ويقول: رزقت حبها، ولم يتزوج عليها حتى ماتت قبل الهجرة بسبع سنين وقيل بخمس وقيل بأربع وقيل بثلاث وهو أصح وأشهر وتوفيت هي وأبو طالب في سنة واحدة قيل: كان بينهما ثلاث أيام. انتهى كلامه.
قوله (وهو ابن بضع وعشرين سنة) قال ابن الأثير: البضع في العدد - بالكسر وقد يفتح - ما بين ثلاث إلى التسع وقيل ما بين الواحد إلى العشرة لأنه قطعة من العدد، وقال الجوهري: يقول بضع سنين وبضع عشر رجلا فإذا جاوزت لفظ العشر لا تقول: بضع وعشرين، وهذا يخالف ما جاء في الحديث. انتهى كلامه.
قوله (القاسم ورقية) قال عياض اختلف في أصغر بناته قال أبو عمرو: الذي تركن إليه النفس أن الاولى زينب ثم رقية ثم ام كلثوم ثم فاطمة رضى الله عنها.
قوله (وروى أيضا أنه لم يولد) تجىء هذه الرواية في كتاب الروضة في حديث إسلام علي (عليه السلام) والحديث طويل قال فيه علي بن الحسين (عليهما السلام): ولم يولد لرسول الله (صلى الله عليه وآله) من خديجة على فطرة الإسلام إلا فاطمة (عليهم السلام).
قوله (حين خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الشعب) أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ذلك بقوله:
«واضطرونا إلى جبل وعر (يعني صعب) وكتبوا علينا بينهم كتابا» نقل أنه لما أسلم حمزة وحامى أبو طالب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فشا الإسلام في القبائل فاجتمع المشركون في إطفاء نور الله واجتمعت قريش وكتبوا بينهم كتابا وكتبوا فيه أنواعا من الكفر والضلال وقطع الرحم، وتعاهدوا على أن لا ينكحوا إلى بني هاشم وبني عبد المطلب ولا ينكحوهم ولا يبيعوهم شيئا وتقاسموا على ذلك وعلقوها في جوف الكعبة تأكيدا لذلك الأمر على أنفسهم وهذا هو الصحيفة المشهورة وأخرجوهم إلى الشعب خيف بني كنانة وخرج عنهم من بني هاشم أبو لهب. وظاهر المشركين وقطعوا عنهم الميرة والمارة حتى بلغهم الجهد وسمعوا صوت صبيانهم من وراء الشعب من شدة الجوع فأقاموا على ذلك ثلاث سنين وقد كان يسوق لهم القليل من التمر والدقيق ويلقى إليهم حتى أوحى الله إليه (صلى الله عليه وآله) أن الأرضة قد أكلت صحيفتهم ما كان فيها من ظلم وجور وبقي ما كان فيها من
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417