تحف العقول - ابن شعبة الحراني - الصفحة ٣٨٣
وروى عن الإمام الكاظم الأمين أبى إبراهيم ويكنى أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام في طوال هذه المعاني (وصيته عليه السلام) * (لهشام وصفته للعقل) * إن الله تبارك وتعالى (1) بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال: " فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب (2) ".

(١) رواه الكليني في الباب ١ من الكافي مع اختلاف أشرنا إليه. وهشام هو أبو محمد وقيل:
أبو الحكم هشام بن الحكم البغدادي الكندي مولى بنى شيبان ممن اتفق الأصحاب على وثاقته و عظم قدره ورفعة منزلته عند الأئمة عليهم السلام وكانت له مباحث كثيرة مع المخالفين في الأصول وغيرها صحب أبا عبد الله وبعده أبا الحسن موسى عليهما السلام وكان من أجلة أصحاب أبي عبد الله عليه السلام وبلغ من مرتبة علوة عنده أنه دخل عليه بمنى وهو غلام أول ما اختط عارضاه وفي مجلسه شيوخ الشيعة كحمران بن أعين وقيس الماصر ويونس بن يعقوب وأبى جعفر الأحول وغيرهم فرفعه على جماعتهم وليس فيهم الا من هو أكبر سنا منه فلما رأى أبو عبد الله عليه السلام أن ذلك الفعل كبر على أصحابه قال: هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده. وكان له أصل وله كتب كثيرة وإن الأصحاب كانوا يأخذون عنه. مولده بالكوفة ومنشأه واسط وتجارته بغداد وكان بياع الكرابيس وينزل الكرخ من مدينة السلام بغداد في درب الجنب ثم انتقل إلى الكوفة في أواخر عمره ونزل قصر وضاح و توفى سنة ١٧٩ في أيام الرشيد مستترا وكان لاستتاره قصة مشهورة في المناظرات وترحم عليه الرضا عليه السلام. قال ابن النديم في الفهرست في شأنه: " إنه من متكلمي الشيعة وبطائنهم ومن دعا له الصادق عليه السلام فقال: أقول لك ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله لحسان: لا تزل مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك. وهو الذي فتق الكلام في الإمامة وهذب المذهب وسهل طريق الحجاج فيه و كان حاذقا بصناعة الكلام، حاضر الجواب. وكان أولا من أصحاب الجهم بن صفوان ثم انتقل إلى القول بالإمامة بالدلائل والنظر وكان منقطعا إلى البرامكة ملازما ليحيى بن خالد وكان القيم بمجالس كلامه ونظره ثم تبع الصادق عليه السلام فانقطع إليه وتوفى بعد نكبة البرامكة بمدة يسيرة وقيل: بل في خلافة المأمون. وان العامة طعنوا فيه وورد في الاخبار ذم له من جهة القول بالتجسم وان الأصحاب اخذوا في الذب عنه تنزيها لساحته عن ذلك ووردت روايات في مدحه ودل على جلالته هذه الرواية المذكورة في المتن الجامعة لأبواب الخير والفلاح.
(2) سورة الزمر آية 19.
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»
الفهرست