معطوف بقوله: ﴿وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين﴾ (١).
وكم في العدول عن قوله: (مريضا أو مسافرا أو مطيقا) إلى قوله:
(مريضا أو على سفر) وكذا قوله: (وعلى الذين يطيقونه...) من لطف في التعبير وروعة في البيان حققناه في محله من كتاب الصوم.
ثم إن بيان جبر مصلحة الصوم في هذه الأيام المفروضة بالفدية بعبارة مستأنفة، فيه إشارة إلى ثبوتها لهما أيضا.
كما أن في هذا الاستثناء إيذانا بأن المحدد به هو لزوم الصوم في هذه الأيام المعينة لا أصل فضله ومطلوبيته وخيريته التي أشار لها القرآن الكريم بالفاء الاستئنافية في قوله عز وجل: ﴿فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون﴾ (2).
ويظهر من قوله: (فعدة من أيام أخر) أن عدم صيام هؤلاء المعذورين حال عذرهم أمر مفروغ عنه، لا يرخصون فيه، فإن صيامهم رد لكرامة الله تعالى وهديته كما صرح به في بعض الروايات (3).