موسوعة الأحاديث الطبية - محمد الريشهري - ج ٢ - الصفحة ٦٤٩
الفصل الحادي والخمسون الكمأة 1942. رسول الله (صلى الله عليه وآله): الكمأة (1) من نبت الجنة، وماؤها نافع من وجع
1. قال العلامة المجلسي (رحمه الله): الكمء بالفتح معروف، قال الجوهري: الكمأة واحدها كمء، على غير قياس، انتهى.
وقال الأطباء: هو أصل مستدير لا ورق له ولا ساق، لونه إلى الحمرة ما هو، يوجد في الربيع عند كثرة الثلوج والأمطار، ويؤكل نيا ومطبوخا، وله أسماء وأصناف:
فمنه الفطر؛ قال في القاموس: الفطر - بالضم وبضمتين - ضرب من الكمأة قتال، انتهى. وقال ابن بيطار نقلا عن ديسقوريدس: الفطر منه ما يصلح للأكل، ومنه ما لا يصلح ويقتل؛ إما لأنه ينبت بالقرب من مسامير صدية، أو خرق متعفنة، أو أعشاش بعض الهوام الضارة، أو شجر خاصيتها أن يكون الفطر قتالا إذا أنبت بالقرب منها، وقد يوجد على هذا الصنف من الفطر رطوبة لزجة، فإذا قلع ووضع في موضع فسد وتعفن سريعا. وأما الصنف الآخر فيستعمل في الأمراق، وهو لذيذ، وإذا أكثر منه أضر، ويعرض منه اختناق، أو هيضة، وقال جالينوس: قوة الفطر قوة باردة رطبة شديدا، ولذلك هو قريب من الأدوية القتالة، ومنه شيء يقتل، وخاصة كل ما كان يخالط جوهره شيء من العفونة، انتهى.
ومنه الفقع؛ قال الفيروزآبادي: الفقع ويكسر: البيضاء الرخوة من الكمأة، والجمع كعنبة [انتهى]. وقال ابن بيطار: هو شيء يتكون تحت الأرض بقرب المياه، وهو أبيض مدور أكبر من الكمأة يوجد في الأرض، وكل واحدة قد تشققت ثلاثا أو أربع قطع، إلا أن بعضها ملتصق ببعض، وهو أسلم من الفطر، وليس فيه شيء يقتل كما في الفطر، وهو بارد رطب غليظ، ومنه ما يقال له بالفارسية: كشنج، ويقال له: كل كنده، ينبت في الرمل، وفي خراسان وما وراء النهر أكثر، وقيل: هو مسكر، وهو مجوف، ورطبه بمقدار جوزة كبيرة، وقالوا: هو أيضا بارد غليظ بطيء الهضم.
ومنه الغرشنة: قال ابن بيطار: هي كثيرة بأرض بيت المقدس، وتعرف هناك بالكرشتة، قال ابن سينا: هو جنس من الكمأة والفطر، شكله شكل كأس صغير متبسم متشنج ناعم اللمس، ويغسل به الثياب، ويؤكل في الأشياء الحامضة.
وقال ابن بيطار في الكمأة نقلا عن بعضهم: الكمأة الحمراء قاتلة، وأجودها تلذذا أشدها إملاسا، وأميلها إلى البياض، وأما المتخلخل الرخو فرديء جدا، وهو في المعدة الحارة جدا جيد، وإذا لم تهضم لإكثار منه أو لضعف المعدة، فخلطه رديء جدا غليظ يولد الأوجاع في أسفل الظهر والصدر. وعن ابن ماسة: باردة رطبة في الدرجة الثانية. وعن المسيح: يولد السدد أكلا، وماؤها يجلو البصر كحلا. وعن الغافقي: من خواص الكمأة أن من أكلها فأي شيء من ذوات السموم لدغه والكمأة في معدته مات، ولم يخلصه دواء البتة، وأما ماء الكمأة فمن أصلح الأدوية للعين إذا ربي به الأثمد واكتحل به؛ فإنه يقوي أجفان العين، ويزيد في الروح الباصرة قوة وحدة، ويدفع عنها نزول الماء، انتهى (بحار الأنوار، ج 66، ص 232).