كفاءة الوحدات التي تكونه. والوحدات الحيوية الوظيفية في أي عضو هي الخلايا، فماذا وجد العلماء وهم يبحثون عن أسباب الشيخوخة على مستوى الخلية؟
الواقع ملخص ما وصلوا إليه أن الخلايا لا تستطيع أن تتخلص تماما من جميع النفايات وجميع بقايا التفاعلات التي تجري بداخلها، فتتجمع تلك النفايات على شكل جزيئات، قد تكون نشيطة أحيانا فتتحد بوحدات الخلية الحيوية كمصانع القدرة (الميتوكندريا) ومصانع البروتينات (الريبوزومات) وطرق التوصيل في الخلية (الشبكة السيتوبلاسمية)... ويؤدي هذا الاتحاد إلى نقص فعالية هذه الوحدات وبالتالي فعالية الخلية ككل، وتسير هذه العملية ببطء شديد، فلا تظهر آثارها إلا على مدى سنوات طويلة... وهكذا يدخل الجسم في مرحلة الضعف ببطء بعد أن ترك تلك المرحلة حيث كان طفلا، ثم دخل في مرحلة القوة والشباب، حتى أن زاوية الفك السفلي تكون منفرجة عند الأطفال، ثم تصبح قائمة أو حادة عند الشباب، ثم تعود لتصبح منفرجة عند الكهول كما كانت وقت الطفولة) وصدق الله إذ يقول (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة) [الروم: 54] وشئ اخر، هو ان خلايا الجسم تكون في حالة تجدد مستمر، عن طريق عمليات الهدم والبناء فتتغلب عمليات البناء أو التعمير في النصف الأول من حياة الانسان، ثم تتوازى عمليات البناء مع عمليات الهدم، وفي النصف الأخير من الحياة تتغلب عمليات الهدم أو التنكس Degeneration على عمليات التعمير Regemeration وهذا ما يفسر لنا سرعة التئام الكسور والجروح عند الصغار، وبطئها عند المسنين، وهكذا تتضح لنا روعة هذه الآية القرآنية الصغيرة: (ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون) [يس: 68]. وهي تبين لنا حقيقة علمية ثابتة.
وسنة حيوية تقوم عليها كل عمليات الكائنات الحية على الاطلاق. أما بالنسبة للخلايا العصبية والعضلية فإنها لا تتجدد، وكل خلية تموت يفقدها الجسم ويشغل النسيج الليفي مكانها.
وإذا غصنا مع المجهر الألكتروني إلى داخل الخلية الهرمة. فإنه سيرينا