أثناء الحياة الجنينية وتقوم الخصيتين عند البلوغ بإنتاج النطاف أو ما يسمى بالأعراس الذكرية، ويستمر إنتاج النطاف إلى سن متقدمة.
أما إذا كان مقدرا للجنين أن يكون أنثى، فإن هاتين الشامختين تتمايزان لتشكلان نسيجا يشبه نسيج المبيض، وذلك في الأسبوع العاشر، ويتطور الجهاز التناسلي الأنثوي بسبب غياب الهرمونات الذكرية، وليس بسبب وجود الهرمونات الأنثوية، وهكذا يتشكل المبيضين، هذان المبيضان هما مصانع الأعراس الأنثوية " البويضات Ovum " حيث يحويان منذ نشأتهما حوالي (000، 400 - 000، 500) جريب ابتدائي (1) يبقى منها حوالي (000، 35 - 000، 40) جريب، ولكن ما ينضج منها خلال فترة الاخصاب عند المرأة هو حوالي 450 - 500 فقط، بحيث يقدم كل مبيض، بيضة أو (عروسا أنثوية) كل شهرين وذلك بالتبادل مع المبيض الآخر، وهكذا يكون هناك كل شهر عروس جاهزة للالقاح.
وتظل المرأة بذلك أرضا مخصبة للزرع والعطاء لمدة خمس وثلاثين سنة تقريبا.. وهكذا فكل شئ محسوب ومقدر: (إنا كل شئ خلقناه بقدر) [القمر: 49]. وهكذا تقوم كل من الخصيتين والمبيضين اللذين نشئا أصلا من ظهر الانسان بتقديم الأعراس التي تلتقي في عرس الحياة لتعطي نسل الانسان، وبذلك نفهم كيف تؤخذ ذرية الانسان من صلبه، وندرك الاعجاز الكبير الذي جاء به القرآن منذ أربعة عشر قرنا.
من أسرار الهجرة: قلنا إن الخصيتين تكونان على جانبي العمود الفقري في الحياة الجنينية، وعندما يولد الطفل تكونان في كيس الصفن، فمن دفعهما لهذه الهجرة الشاقة التي تستمر حوالي ستة أشهر، تجتازان خلالها جوف البطن بكامله.؟ ولماذا هذه الهجرة؟... إنها أسرار الهجرة التي هي بعض أسرار الحياة التي ما إن يكتشفها الانسان حتى يعلم فضل الله عليه.