مرض المتوكل من خراج خرج به (1) فأشرف على الموت فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة فنذرت أمه إن عوفي أن يحمل إلى أبي الحسن العسكري عليه السلام مالا جليلا من مالها فقال الفتح بن خاقان للمتوكل لو بعثت إلى هذا الرجل يعنى أبا الحسن فسألته فإنه ربما كان عنده صفة شئ يفرج الله به عنك، فقال ابعثوا إليه فمضى الرسول ورجع وقال قال أبو الحسن عليه السلام خذوا كسب الغنم (2) وديفوه (3) بماء الورد ووضعوه على الخراج فإنه نافع بإذن الله فجعل من بحضرة المتوكل يهزوا (4) من قوله فقال لهم الفتح وما يضر من تجربة ما قال فوالله اني لأرجوا الصلاح فاحضر الكسب وديف بماء الورد ووضع على الخراج فانفتح وخرج ما كان فيه وبشرت أم المتوكل بعافيته فحملت إلى أبي الحسن عليه السلام عشرة آلاف دينار تحت ختمها واستقل المتوكل من علته.
3 - وعن العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم علة الجدري أنه لما جاءت الحبشة بالفيل ليهدموا به الكعبة فبعث الله عليهم طيرا أبابيل مع كل طير ثلاثة أحجار. حجران في مخاليبه (چنگال) وحجر في منقاره فكانت ترميهم فتقع على رؤوسهم وتخرج من أدبارهم حتى ماتوا ومن كان منهم في الدنيا أصابهم الجدري (آبله) وانتفخت أبدانهم