التداوي بالأعشاب - الدكتور أمين رويحة - الصفحة ٢٢
وفيه احصائية لما تستهلكه ألمانيا سنويا، أذكر البعض منها على سبيل المثال للتدليل على ما وصلت إليه هذه الزراعة في بلد يعد في مقدمة البلاد المنتجة للأدوية الصناعية.
وقد جاء في الاحصائية المذكورة مثلا أن ألمانيا تستهلك سنويا (000 و 800) كيلو من أزهار البابونج المجففة و (000 و 450) كيلو من أزهار الزيزفون الخ..
وتبلغ قمية ما تستورده ألمانيا سنويا من الخارج من الأعشاب الجافة (000 و 000 و 70) مارك - والمارك يعادل في الوقت الحاضر (76) غرشا لبنانيا. وقد سردت هذه الأرقام لأدل زميلي الفلاح اللبناني والفلاح العربي في الأقطار العربية كلها على مصادر ثروات كبيرة، تكمن في أعشابنا النابتة في الجبال والأودية، وعلى ضفاف الأنهر والبحيرات، أو في الساحل بالقرب من شاطئ بحرنا أو في صحرائنا العربية التي ما تزال مهملة غير مستثمرة حتى الآن. والأنكى من هذا كله أننا نستورد بعض هذه الأعشاب من البلاد الأجنبية بأثمان باهظة، كزهرة البابونج مثلا، التي نستوردها من يوغوسلافيا، وهي تنبت فوق سطوح بيوتنا في القرى، هي وكثير مثلها من الأعشاب.
ولهذه المناسبة أود ان أؤكد اننا لسنا بحاجة إلى استيراد الأعشاب العلاجية من الهند أو الصين أو غيرهما، فأعشابنا فيها الكفاية، لان الله سبحانه لم يفضل أعشاب بلد على أعشاب بلد آخر، فوزع على أعشاب كل قطر من أقطار الدنيا المواد الدوائية اللازمة بالعدل والقسطاس المستقيم. وقد بذلت جهدي لمعرفة ما هو موجود في لبنان وسورية من الأعشاب المذكورة في هذا الكتاب وأسمائها الشائعة. ولا أدعي انني أحصيتها كلها، لان ذلك فوق طاقتي، ولكني حاولت ان أصف كل عشبة أو نبتة وصفا كاملا مزودا برسم موضح عنها، وبذلك يستطيع كل مواطن ان يتعرف إلى أعشاب وطنه، وخصوصا المزارعين الذين آمل ان يجدوا في هذا الكتاب حافزا لهم لاستغلال أعشابنا وزراعة البعض منها لجعله موردا جديدا من موارد الزراعة في بلادنا.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست