رقعة إليه أيضا عند انصرافه أنت يا سيدي أقرب رحما وأنفذ حكما ودونك الدار ولك فيها المقدار ويسرني أن لا تغيب ولا تغب وتحب الخروج وأحب أن لا تحب ولو علمت أني إذا ناصبتك أقمت فعلت ذلك ولو نقمت فأقم ريثما تنقضي هذه الأشغال وتنقشع هذه الضبابات فنتفرغ لقضاء حقك ونتسع لواجب لك ثم إن أبيت إلا الرد وإلا الصد فإني أراك قبل أن حصلت سرت وقبل أن حوصلت طرت وما قابلنا حقوقك إلا بالعقوق والسلام فصل لعلك يا سيدي لم تسمع بيتي الناصح حيث قال (اسمع مقالة ناصح * جمع النصيحة والمقه) (إياك واحذر أن تكون * من الثقاة على ثقة) من مجزوء الكامل صدق الشاعر والله وأجاد فللثقاة خيانة في بعض الأوقات هذه العين تريك السراب شرابا وهذه الأذن تسمعك الخطأ صوابا فلست بمعذور إن وثقت بمحذور وهذه حال السامع من أذنه الواثق بعينه وأرى فلانا يكثر غشيانك وهو الدني دخلته الرديء نحلته السيئ وصلته الخبيث جملته وقد قاسمته في أزرك وجعلته موضع سرك فأرني موضع سرك فأرني موضع غلطك فيه حتى أريك موضع تلافيه ما أبعد غلطك عن غلط إبراهيم عليه السلام إنه رأى كوكبا ورأيت تولبا وأبصر القمر وأبصرت القدر وغلط في الشمس وغلطت في الرمس أظاهره غرك أم باطنه سرك
(٣٣٠)