يمت ذكره ولقد خلد من بقي على الأيام نظمه ونثره والله يتولاه بعفوه وغفرانه ويحييه بروحه وريحانه وأنا كاتب من ظرف ملحه ولفظ غرره ما هو غذاء القلب ونسيم العيش وقوت النفس ومادة الأنس فصل من رقعة له إلى الخوارزمي وهو أول ما كاتبه به (أنا لقرب دار الأستاذ أطال الله بقاءه * كما طرب النشوان مالت به الخمر) (ومن الارتياح للقائه * كما انتفض العصفور بلله القطر) (ومن الامتزاج بولائه * كما التقت الصهباء والبارد العذب) (ومن الابتهاج بمزاره * كما اهتز تحت البارح الغصن الرطب) ومن رقعة له إلى غيره يعز علي أيد الله الشيخ أن ينوب في خدمته قلمي عن قدمي ويسعد برؤيته رسولي قبل وصولي ويرد مشرع الأنس به كتابي قبل ركابي ولكن ما الحيلة والعوائق جمة (وعلي أن أسعى وليس * علي إدراك النجاح) من مجزوء الكامل وقد حضرت داره وقبلت جداره وما بي حب للحيطان ولكن شغف بالقطان ولا عشق للجدران ولكن شوق إلى السكان ومن أخرى لا أزال لسود الانتقاد وحسن الاعتقاد أبسط يمين العجل وأمسح جبين الخجل ولضعف الحاسة في الفراسة أحسب الورم شحما والسراب شرابا حتى إذا تجشمت موارده لأشرب بارده لم أجده شيئا
(٢٩٦)