الباب الثالث في ذكر المأموني والواثقي ومحاسن أخبارهما وأشعارهما لما كان أبو طالب المأموني وأبو محمد الواثقي من جملة الطارئين على بخارى والمقيمين بها ومميزين عنهم بشرف المنصب وكرم المنتسب وفضل المكتسب أفردت لهما بابا يتلو الباب المقصور عليهم ليجاوراهم ويقارباهم من جهة ويفارقاهم ويباعداهم من أخرى 56 - أبو طالب عبد السلام بن الحسين المأموني من أولاد المأمون أمير المؤمنين كان أحد بل أوحد أفراد الزمان شرف نفس ونسب وبراعة فضل وأدب فياض الخاطر بشعر بديع الصنعة مليح الصيغة مفرغ في قلب الحسن والجودة ولما فارق وطنه بغداد لحاجة في نفسه وهو حدث لم يبقل وجهه ورد الري وامتدح الصاحب بقصائد فرائد ملكه العجب بها وأبهره التعجب منها فأكرم مورده ومثواه وأحسن قراه ووعده ومناه فدبت به عقارب الحسدة من ندماء الصاحب وشعرائه وطفقوا يركبون الصعب والذلول في رميه بالأباطيل ويتقولون عليه أقبح الأقاويل فطورا ينسبونه إلى
(١٨٣)