فصل إن رضي الشيخ أن يواكل من لا يشاكل ويجانس من لا يؤانس فصل مثلي أيد الله القاضي مثل رجل من أصحاب الجراب والمحراب تقدم إلى القصاب يسأله فلذة كبد فسد باليسرى فاه وأوجع بالأخرى قفاه فلما رجع إلى منزله بعث توقيعا يطلب جملا رضيعا كذاك أنا وردت فلا أكرم بسلام ولا أتعهد بغلام فلما وجدته لا يبالي بسبالي كاتبته أشفع لسواي فصل لو علم ما في صدر هذه الأيام من حر الكلام نفذ من هذه البقاع من ظرف الرقاع ثم ملكته هزة الفضل لطوى السير عاجلا والأرض راجلا فصل سقاها الله من بلد وأهلها من عدد وفلانا من بينهم ولا نصصت إلا على عينهم وحبذا كتابه واصلا ورسوله حاصلا فأي تحفة لم تصل بوصوله وفضل لم يستفد من فصوله فصل اليوم طلق والهواء رطب والماء عذب والبستان رحب والسماء مصحية والريح رخاء فأين سيدي فلان أشهد ما اليوم جميلا ولا الظل ظليلا ولا الماء يبرد غليلا ولا النسيم يشفي عليلا وأقسم ما الروض إلا ثقيل والأنس إلا دخيل والدهر إلا بخيل وفي ذلك يقول (وإني لتعروني لذكراك روعة * كما انتفض العصفور بلله القطر) من الطويل وليس الشوق إلى مولاي بشوق إنما هو وقع السهام ولا الصبر على لقياه بصبر إنما هو كأس الحمام وما للسم سلطان هذا الهم ولا للخمر طغيان هذا الأمر
(٣٢٦)