والنزع العسير والسم يسري ويسير والنار تطيش وتطير وليس الصبر عن رؤياك بالصبر إنما هو الصبر معجونا بالصاب وتشريح العروق والأعصاب والقلب في الميسر والأنصاب والكبد في يد القصاب فصل مرحبا بالشيخ وبناقة تحمل رحله وبأرض تلبس ظله وبيوم يطلع علينا وجهه وبليلة تلد قربه وإيه يا خطى الناقة فوق قوى الطاقة ويا أرض انزوي كما تنزوي الجلدة في النار ويا منظر انطو انطواء الحية والطومار وعجل إلى الظماء ببارد الماء ومن على البلد القفر بصائب القطر فصل أثنى عليه ثناء لو رمى به الشتاء لعاد ربيعا أو دعى الشباب لآب سريعا أو صب على الفراق لانقلب شملا جميعا فصل جرجان وما أدراك ما جرجان أكلة من التين وموت في الحين ونظرة إلى الثمار والأخرى إلى التابوت والحفار ونجار إذا رأى الخراساني نجر التابوت على قده وأسلف الحفار على لحده وعطار يعد بين الحنوط يرسمه وبها للغريب ثلاث فتحات أولها لكراء البيوت والثانية لابتياع القوت والثالثة لثمن التابوت فصل كأنما خلق للدنيا تحجيلا ولملوكها تخجيلا وكأنما خلق ليقبل المستحيل مانعه وليصدق المحال سمعه فليؤمن أن البحر يمشي على رجلين وأن المجد يتصور للعين وأن العدل يتجسم والفضل يتبسم والدهر يتكرم والشمس تتكلم فصل إن طلبت كريما في أخلاقه مت ولم ألاقه أو حكيما في جوده مت قبل جوده ولقد أفسدني على الناس وأفسدهم علي فما أرضى بعده أحدا ولم أجد مثله أبدا وهذا وصف إن أطلته طال ونشر الأذيال واستغرق
(٣٢٣)