الدعوة في بني العباس ومرة يصفونه بالغلو في النصب واعتقاده تكفير الشيعة والمعتزلة وتارة ينحلونه هجاء في الصاحب يعرب عن فحش القدح ويحلفون على انتحاله ما أصدر من شعره في المدح حتى تكامل لهم إسقاط منزلته لديه وتكدر ماؤه عنده وعليه وفي ذلك يقول من قصيدة يستأذنه فيها للرحيل أولها (يا ربع كنت دمعا فيك منسكبا * قضيت نحبي ولم أقض الذي وجبا) (لا ينكرن ربعك البالي بلى جسدي * فقد شربت بكأس الحب ما شربا) (ولو أفضت دموعي حسب واجبها * أفضت من كل عضو مدمعا سربا) (عهدي بعهدك للذات مرتبعا * فقد غدا لغوادي السحب منتحبا) (فيا سقاك أخو جفن السحاب حيا * يحبو ربا الأرض من نور الرياض حبا) (ذو بارق كسيوف الصاحب انتضيت * ووابل كعطاياه إذا وهبا) من البسيط ومنها (فكنت يوسف والأسباط وأبو الأسباط * أنت ودعواهم دما كذبا) (وعصبة بات فيها الغيط متقدا * إذ شدت لي فوق أعناق العدى رتبا) (قد ينبح الكلب ما لم يلق ليث شرى * حتى إذا ما رأى ليثا قضى رهبا) (أرى مآربكم في نظم قافية * وما أرى لي في غير العلا أربا) (عدوا عن الشعر إن الشعر منقصة * لذي العلاء وهاتوا المجد والحسبا) (فالشعر أقصر من أن يستطال به * إن كان مبتدعا أو كان مقتضبا)
(١٨٤)