(والراح قد أعوزتنا في صبيحتنا * بيعا ولو وزن دينار بدينار) (فامنن بما شئت من راح يكون لنا * نارا فإنا بلا راح ولا نار) ومن قوله أيضا من الوافر (ألذ العيش إتيان الصبيح * وعصيان النصيحة والنصيح) (وإصغاء إلى وتر وناي * إذا ناحا على زق جريح) (غداة دجنة وطفاء تبكي * إلى ضحك من الزهر المليح) (وقد حديت قلائصها الحيارى * بحاد من رواعدها فصيح) (وبرق مثل حاشيتي رداء * جديد مذهب في يوم ريح) هكذا بخط السري والذي بخط الخالدي حاشيتي لواء ولست أدري أ أنسب هذه الحال إلى التوارد أم إلى المصالتة وكيف جرى الامر فبينهم مناسبة عجيبة ومماثلة قريبة في تصريف أعنة القوافي وصياغة حلى المعاني وانا أجعل فصلا لشعر السري في ذكر سرقتهما منه وغارتهما عليه ثم أسوق غرر الخالديين مع نبذ من أخبارهما إذا فرغت من قضاء حق السري بإذن الله تعالى ومشيئته ولم يزل السري في ضنك من العيش إلى أن خرج إلى حلب واتصل بسيف الدولة واستكثر من المدح له فطلع سعده بعد الأفول وبعد صيته بعد الخمول وحسن موقع شعره عند الامراء من بني حمدان ورؤساء الشام والعراق ولما توفي سيف الدولة ورد السري بغداد ومدح المهلبي الوزير وغيره من
(١٣٩)