وهو من المنسرح (حيا بك الله عاشقيك فقد * أصبحت ريحانة لمن عشقا) المنسرح فكدت أقضي بأني لم اسمع في معناه أظرف منه ولا ألطف ولا أعذب ولا أخف وطلبت القصيدتين فعزتا وأعوزتا وعلمت أن الذي حصلت من شعره غيض من فيض ما لم يقع إلي ولما وجدت السري أخذ جديد القميص في حسن السرقة وجودة الاخذ من الشعر كسرت هذا الفصل على ذكر سرقاته قال السري من قصيدة في سيف الدولة وذكر بعض غزواته من الوافر (طلعت على الديار وهم نبات * وأغمدت السيوف وهم حصيد) (فما أبقيت إلا مخطفات * حماها الخصر منها والنهود) وكرر هذا المعنى فقال [من الكامل]:
(أفنت ظباك الروم حتى إنها * لم تبق إلا ظبية أو ريما) وإنما سرقه من قول المتنبي من الطويل (فلم يبق إلا من حماها من الظبا * لمى شفتيها والثدي النواهد) الطويل وقال السري من قصيدة [من الكامل]:
(حييت من طلل أجاب دثوره * يوم العقيق سؤال دمع سائل) (يخفي وينزل وهو أعظم حرمة * من ان يذال براكب أو فاعل)