(فزوجهما ما مثله في اتفاقه * وفردهما بين الكواكب أوحد) (فقاموا على صلح وقال جميعهم * رضينا وساوى فرقد الأرض فرقد) الطويل وما أعدل هذه الحكومة من أبي إسحاق فما منهما إلا محسن ينظم في سلك الابداع ما فاق وراق ويكاثر بمحاسنه وبدائعه الافراد من شعراء الشام والعراق وقد ذكرت ما شجر بينهما وبين السري في شأن المصالتة والمسارقة وما اقدم عليه السري من دس أحسن أشعارهما في شعر كشاجم وكان أفاضل الشام والعراق إذ ذاك فرقتين إحداهما وهي في شق الرجحان تتعصب عليه لهما لفضل ما رزقاه من قلوب الملوك والأكابر والأخرى تتعصب له عليهما وقد بدأت بملح شعر أبي بكر لأنه أكبر الأخوين هذه نبذ مما اتفق له فيه التوارد مع السري أو التسارق قال أبو بكر من مجزوء الرمل (قام مثل الغصن المياد في غض الشباب *) (يمزج الخمر لنا بالصفو من ماء الشراب *) (فكأن الكأس لما * ضحكت تحت الحباب) (وجنة حمراء لاحت * لك من تحت النقاب) مجزوء الرمل وقال السري [من الكامل]:
(وكأن كأس مدامها * لما ارتدت بحبابها)