" نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور " والعرب تسمى الصبا القبول لأنها تقابل الدبور ولو لم يستدل بالقبول والدبور إلا باسمهما لكفى وربما دلت الريح على الاسقام والعلل الهائجة في الناس كالزكام والصداع ومنه قول الناس عند ذلك هذه ريح هائجة لأنها علل يخلقها الله عز وجل عند ريح تهب وهواء يتبدل أو فصل ينتقل فمن رأى ريحا تقله وتحمله بلا روع ولا خوف ولا ظلمة ولا ضبابة فإنه يملك الناس إن كان يليق به ذلك أو يرأس عليهم ويسخرون لخدمته بوجوه من العز أو يسافر في البحر سليما إن كان من أهل ذلك أو ممن يؤمله أو تنفق صناعته إن كانت كاسدة أو تحته ربح تنقله وترفعه رزق إن كان فقيرا وإن كان رفعها إياه وذهابها به مكورا مسحوبا وهو خائف مروع قلق أو كانت لها ظلمة وغبرة وزعازع وحس فإن كان في سفينة عطبت به وإن كان في علة زادت به وإلا نالته زلازل وحوادث وأخرجت فيه أوامر السلطان أو الحاكم ينتهى فيها إلى نحو ما وصل إليه في المنام فان لم يكن شئ من ذلك أصابته فتنة غبراء ذات رياح مطبقة وزلازل مقلقة فان رأى الريح في تلك الحال تقلع الشجر وتهدم الجدر وتطير بالناس أو بالدواب
(٤٢)