فإنه مبتدع مفرط في بدعته لقوله تعالى - ورهبانية ابتدعوها - وقيل إن صاحب هذه الرؤيا يضيق عليه معاشه وتتعسر عليه أموره ويصحبه في جميع الأمور ذل وخوف ورهبة لا تزايله ويدل أيضا على أنه مكار خداع كياد مبتدع داع إلى بدعته والعياذ بالله من ذلك. رأى رجل الحسن البصري كأنه لابس لباس صوف وفى وسطه كستيج وفى رجليه قيد وعليه طيلسان عسلي وهو قائم على مزبلة وفى يده طنبور يضرب به وهو مستند إلى الكعبة فبلغ ذلك ابن سيرين فقال أما درعه الصوف فزهده وأما كستيجه فقوته في دين الله وأما عسلية طيلسانه فحبه للقرآن وتفسيره للناس وأما قيده فثباته في ورعه وأما قيامه على المزبلة فدنيا جعلها تحت قدمه وأما ضربه الطنبور فنشره حكمته بين الناس وأما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عز وجل.
الباب السابع والأربعون في البسط والفرش والسرادقات والفساطيط والأسرة والشراع والستور وما أشبهها البساط: دنيا لصاحبه وبسطه بسط الدنيا وسعته سعة الرزق وصفاقته طول العمر فان رأى كأنه بسط