أفلح عند الله وارتفع ذكره وزكا عمله فكيف إن صلى بأثر ذلك أو ذكر الله فان أذن عند ذلك في غير إبان الحج فلعله يشهد شهادة ويزكى فيها فإن كان ذلك في شهور الحج فإنه يحج إن شاء الله وإن رأى ذلك فقير فإنه يحلق رأسه أو يقص شاربه أو ينتف إبطه أو يقلم ظفره أو يحلق عانته إلا أن يكون مجردا من الثياب أو مغتسلا بالماء أو يفعل ذلك في مسجد أو يصلى بعد ذلك فإنه يخرج من حاله ويتوب من آثامه ويرتفع شأنه ويفلح بصلاح ظاهر أو بشهادة مشهودة. وأما صدقة التطوع فإن كان فقيرا فهو عمل يعمله ببدنه إما نافلة أو زيارة أو عيادة أو طوافا على القبور بالتسبيح والتهليل والتقديس وإن كان ذا مال فهو عمل صالح يعمله في الناس إما أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو نصيحة أو تعليم علم أو قرآن أو صلاة بالناس وذلك ما كانت الصدقة مجهولة أو كانت حنطة أو خبزا وإن كانت دراهم أو دنانير فإنه يؤجر في الناس أو مع الذين يتصدق عليهم بذلك إن عرفهم بأمر غمه وثوابه له وعزمه وهمه وآثامه عليهم لان الصدقة أو سلخ التصدق واليد العليا خير من اليد السفلى فهي سيئات يكسبونها من أجله وسيئات تذهب عنه بما يحملونه من الكلام.
وأما من رأى نفسه ذاهبا إلى الحج أو رؤى ذلك له فإن كان مريضا مات وذهب إلى الله راكبا في نعشه