أو يضحى غيره عنه وإن كان صاحب الرؤيا مريضا نال العافية وإن كان مديونا وجد قضاء ديونه والعجل في التأويل ندامة كما أن الندامة عجلة والعلم اتصال ببعض العلوية فمن رأى أنه أصاب علما فإنه يتزوج بعلوية لقوله صلى الله عليه وسلم " أنا مدينة العلم وعلى بابها ".
وأما العتاب: فيدل على المحبة وأنشد:
إذا ذهب العتاب فليس ود * ويبقى الود ما بقي العتاب فان رأى كأنه يعاتب نفسه فإنه يعمل عملا يندم عليه ويلوم عليه نفسه لقوله تعالى - يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها - وأما غزل المرأة فقد بلغنا عن ابن سيرين أن امرأة أتته فقالت رأيت امرأة تغزل القطران فعجبت منها فقال وما عجبك من هذا ونقضه أهون من إبرامه وقال هذه امرأة كان لها حق فتركته لصاحبه ثم رجعت فيه قالت صدقت كان لي على زوجي صداق فتركته في حياته ثم لما مات أخذته من ميراثه فإذا رأت المرأة كأنها تغزل وتسرع الغزل فان غائبا لها يقدم وإن رأت كأنها تبطئ الغزل فإنها تسافر ويسافر زوجها فان انقطعت فلكة المغزل انتقض تدبير السفر وانتقض تدبير الغائب للرجوع فان رأت كأنها تغزل سحابا فإنها تسعى إلى مجالس الحكمة فان رأت كأنها تغزل قطنا فإنها تخون زوجها وأن رأى رجل كأنه يغزل قطنا أو كتانا وهو في ذلك يتشبه بالنساء فإنه ينال ذلا ويعمل عملا جليلا فإن كان الغزل دقيقا فإنه عمل بتقتير وإن كان غليظا فإنه سفر في نصب وتعب.