معروفين نال بسببهما رياسة وعزا وأما الملق فمن رأى كأنه يتملق إنسانا في شئ من متاع الدنيا فذلك مكروه وإن رأى كأنه يتملق له في علم يريد أن يعلمه إياه أو عمل من أعمال البر يستعين به عليه فإنه ينال شرفا ويصح دينه ويدرك طلبته لما روى في الآثار " إن الملق ليس من أعمال المؤمن إلا في طلب العلم " وقيل إن الملق لمن تعود ذلك في أحواله غير مكروه في التأويل ولمن لم يتعود ذلك ذلة ومهانة. وأما التوديع فمن رأى كأنه يودع امرأته فإنه يطلقها وقيل إن التوديع يدل على مفارقة المودع المودع بموت أو غيره من أسباب الفراق ويدل على افتراق الشريكين وعزل الوالي وخسران التاجر وقال بعضهم إن التوديع محبوب في التأويل وهو يدل على مراجعة المطلقة ومصالحة الشريك وربح التاجر وعود الولاية إلى الوالي وبرء المريض وذلك لأنه من الوداع ولفظه يتضمن الودع وهو الدعة والراحة وأيضا فان الوداع إذا قلب صار عادوا وأنشد:
إذا رأيت الوداع فافرح * ولا يهمنك البعاد وانتظر العود عن قريب * فان قلب الوداع عادوا وأما التواري فقد اختلفوا في تأويله، فمنهم من قال إن من رأى أنه توارى فإنه تولد له بنت لقوله تعالى - يتوارى من القوم - وقال بعضهم من رأى كأنه توارى في بيت فإنه يفر لقوله تعالى - إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا -.
وأما النورة: فقد حكى أن قتيبة بن مسلم رأى بخراسان كأنه نور جسده فحلقت النورة الشعر