* وكم لائم قد لام وهو مليم * فمن رأى كأنه يلوم نفسه على أمر فإنه يدخل في أمر متشوش مضطرب يلام عليه ثم يحرجه الله تعالى من ذلك وتظهر براءته من ذلك للناس فيخرج من ملامتهم لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام - إن النفس لامارة بالسوء إلا ما رحم ربى -.
واللي في العمامة والحل سفر.
وأما البيعة: فمن رأى كأنه بايع أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأشياعهم فإنه يتبع الهدى ويحافظ على الشرائع فان رأى كأنه بايع أميرا من أمراء الثغور فإنه بشارة له ونصرة له على أعدائه وجد في العبادة وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر لقوله تعالى - إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة - إلى قوله - وبشر المؤمنين - فان رأى كأنه بايع فاسقا فإنه يعين قوما فاسقين فان بايع تحت شجرة فإنه ينال غنيمة في مرضاة الله تعالى لقوله تعالى - لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة -.
وأما نسج الثوب: فإنه يدل على سفر فان نسج ثوبه ثم قطعه فان الامر الذي هو طالبه قد بلغ آخره وانقطع وإن كان في خصومة انقطعت وإن كان في حبس فرج عنه ونسج القطن والصوف والشعر والإبريسم كله سواء ورؤيا الثوب مطويا سفر ونشر الثوب قدومه من سفر أو قدوم غائب له.
وأما الوعد: فمن رأى كأنه وعد وعدا حسنا فهو لاقيه فان رأى كأن عدوه وعده خيرا أصابه مكروه من عدوه أو من غيره فان رأى كأن عدوه وعده شرا أصاب خيرا من عدوه أو من غيره ونصيحة العدو غش لقوله تعالى في قصة آدم عليه السلام حكاية عن إبليس - هل أدلك على شجرة