وأما الحلف ففي الأصل دليل الغرور والخداع لقوله تعالى - وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين - فدلاهما بغرور وقوله - يحلفون له كما يحلفون لكم - والحلف الصادق ظفر وقول حق لقوله تعالى - وإنه لقسم لو تعلمون عظيم - والحلف الكاذب خذلان وذلة وارتكاب معصية وفقر لقوله تعالى - ولا تطع كل حلاف مهين - ولما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع ".
وأما الدغدغة: فمن رأى كأنه يدغدغ رجلا فإنه يحول بينه وبين حرفته، وأما الذرع فمن ذرع ثوبا بشبره أو أرضا أو خيطا فإنه يسافر سفرا بعيدا فان مسحه بعقد أصبع فإنه يتحول من محلة إلى محلة، وأما رعى النجوم فإنه يدل على ولاية.
وأما الرحمة: فمن رأى كأنه يرحم ضعيفا فان دينه يقوى ويصح لقوله صلى الله عليه وسلم " من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا فليس منا " فان رأى كأنه مرحوم فإنه يغفر الله له فان رأى كأن رحمة الله تنزل عليه نال نعمة لقوله تعالى - ولولا فضل الله عليكم ورحمته - وهي النعم فان رأى كأنه رحيم فرح فإنه يرزق حفظ القرآن لقوله تعالى - قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا - قالوا الرحمة هنا القرآن، وأما السؤال فمن رأى أنه يسأل فإنه يطلب العلم ويتواضع لله ويرتفع، وأما الشغل فمن رأى كأنه مشغول فإنه يتزوج بكرا ويفترعها لقوله تعالى - إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون - قالوا هو افتضاض الابكار، والشفاعة قيل إنها تدل على غش وقيل إنها تدل على عز وجاه فإنه لا يشفع من لا جاه له.