ثوبه أو جسمه أو ضرت بصره فإنها بدعة يحدثها أو يشرف عليها أو سلطان جائر يلوذ به أو يجور عليه على قدر خدمته لها أو فراره منها وأما إن كانت نارا عظيمة لا تشبه نار الدنيا قد أوقدت له ليرمى فيها كثر أعداؤه وأرادوا كيده فيظفر بهم ويعلو عليهم ولو ألقوه فيها لنجا لنجاة إبراهيم عليه السلام وكل ذلك إذا كان الذين فعلوا به أعداءه أو كان المفعول به رجلا صالحا وأما إن رآها تهدده خاصة أو كان الذين تولوا إيقادها يتواعدونه فليتق الله ربه ولينزع عما هو عليه من أعمال أهل الناس من قبل أن يصير إليها فقد زجر عنها إذ خوف بها وأما من رأى الناس عنده في تنور أو فرن أو كانون أو نحو ذلك من الأماكن التي يوقد فيها فإنها غنى ومنفعة تناله سيما إن كانت معيشته من أجل النار وسيما إن كان ذلك أيضا في الشتاء وإن رأى ناره خمدت أو طفئت أو صارت رمادا أو طفاها ماء أو مطر فإنه يفتقر ويتعطل عن عمله وصناعته وإن أوقدها من لا يتعيش منها في مثل هذه الأماكن فيصلح بها طعاما طلب مالا أو رزقا بخدمة سلطان أو بجاهه ومعونته أو بخصومة أو وكالة أو منازعة وسمسرة وإلا أهاج كلاما وشرا وكلام سوء
(١٨٩)