حاله وما نزل به ولذلك قالوا لو عطبت السفينة أو انفتحت لنجا من فيها إلا أن يخرج راكبها إلى البر أو يسعى به فيه فلا خير فيه فإن كان مريضا مات وصار إلى التراب محمولا حملا شنيعا فإن كان في البحر عطب فيه ولعل مركبه تنكسر لجريانه في غير مجراه بل من عادته في اليقظة إذا دفع بطاروسه إلى البر انكسر وعطب وإن رأى طالب علم أن سفينته خرجت إلى البر ومشت به عليه خرج في علمه وجدله إلى بدعة أو نفاق أو فسوق لان الفسوق هو الخروج عن الطاعة وأصل البروز والظلم وضع الشئ في غير مكانه فمن خرج في ركوب السفينة إلى الماء الذي به نجاتها وهو عصمتها إلى الأرض التي ليس من عادتها أن تجرى عليها فقد خرج راكبها كذلك عن الحق والعصمة القديمة فان لم يكن ذلك فلعله يحنث في زوجته ويقيم معها على حالته أو لعله يعتق جاريته ويدوم في وطئها بالملك أو لعل صناعته تكسد ورزقه يتعذر فيعود يلتمسه من حيث لا ينبغي له وأما إن جرت سفينته في الهواء على غير الماء فجميع ما دلت عليه هالك إما عسكر لما فيها من الخدمة والريش والعدة وإما مركوب من سائر المركوبات وقد تدل على نعش من كان مريضا من السلاطين والحكام والعلماء
(١٨٤)