والرؤساء، وقال بعضهم من رأى أنه في سفينة في بحر داخل ملكا عظيما أو سلطانا والسفينة نجاة من الكرب والهم والمرض والحبس لمن رأى أنه ملكها فان رأى أنه فيها كان في ذلك إلا أن ينجو فان خرج منها كانت نجاته أعجل فإن كان فيها وهو على أرض يابسة كان الهم أشد والنجاة أبعد فان رأى وال معزول أنه ركب في سفينة فإنه يلي ولاية من قبل الملك الأعظم على قدر البحر ويكون مبلغ الولاية على قدر إحكام السفينة وسعتها وبعد السفينة من البر بعده من العزل وقيل إن ركوب السفينة في البحر سفر في شدة ومخاطرة وبعدها من البر بعده من الفرج وإن كان في أمر فإنه يركب مخاطرة فان خرج منها فإنه ينجو ويعصى ربه لقوله تعالى - فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون - فإن كان صاحب الرؤيا قد ذهبت دولته أو كان تاجرا قد ضاعت تجارته فان السفينة رجوع ذلك فان غرقت السفينة وتعلق منها بلوح فان السلطان يغضب عليه إن كان واليا ثم ينجو وترجع إليه الولاية وإن كان تاجرا فهو نقصان ماله ويعوض عنه وإن غرقت فهو بمنزلة الغريق ومن رأى أنه في سفينة في جوف البحر فإنه يكون في يدي من يخافه ويكون موته نجاة من شر
(١٨٥)