وأما من رآها أضرمت في طعام أو زيت أو في شئ من المبيعات فإنه يغلو ولعل السلطان يطلبه فيأخذ الناس فيه أمواله، وأما من أكل النار فإنه مال حرام ورزق خبيث يأكله، ولعله أن يكون من أموال اليتامى لما في القرآن فان رأى النار تتكلم في جرة أو قربة أو وعاء من سائر الأوعية الدالة على الذكور والإناث أصاب المنسوب إلى ذلك الوعاء صرع من الجن وداخله حتى ينطق على لسانه وقال بعضهم: النار حرب إذا كان لها لهب وصوت فان لم يكن الموضع الذي رؤيت فيه أرض حرب فإنها طاعون وبرسام وجدري أو موت يقع هناك. قال أبو عمرو النخعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت نارا خرجت من الأرض فحالت بيني وبين ابن لي ورأيتها تقول لظى لظى بصير وأعمى أطعموني آكلكم كلكم أهلكم ومالكم فقال عليه الصلاة والسلام: تلك فتنة تكون في آخر لزمان تقتل الناس أمامهم ثم يشتجرون اشتجار إطباق وخالف بين أصابعه ويحسب المسئ أنه محسن ودم المؤمنين عند المؤمنين أحلى من شرب الماء، ومن أجج نارا ليصطلي بها هيج أمرا يسد به فقره لان البرد فقر. وقد سئل ابن سيرين عن رجل رأى على إبهامه سراجا فقال هذا رجل يعمى
(١٩٠)