من يحمله عليه أو يردعه عنه أو لم يكن فإن معه الله العليم الحفيظ القائم على كل نفس ما كسبت ووراءه يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء، وفيه تجزى كل نفس بما كسبت.
- 7 - التعقل والإحساس أما منطق الاحساس، فهو يدعوا إلى النفع الدنيوي، ويبعث إليه فإذا قارن الفعل نفع وأحسن به الانسان فالإحساس متوقد شديد التوقان في بعثه وتحريكه، وإذا لم يحس الانسان بالنفع فهو خامد هامد، وأما منطق التعقل فإنما يبعث إلى اتباع الحق ويرى أنه أحسن ما ينتفع به الانسان أحس مع الفعل بنفع مادي أو لم يحس فإن ما عند الله خير وأبقى، وقس في ذلك بين قول عنترة، وهو على منطق الاحساس:
وقولي كلما جشأت وجاشت * مكانك تحمدي أو تستريحي يريد أني استثبت نفسي كلما تزلزلت في الهزاهز والمواقف المهولة من القتال بقولي لها : اثبتي فإن قتلت يحمدك الناس على الثبات وعدم الانهزام، وإن قتلت العدو استرحت ونلت بغيتك فالثبات خير على أي حال، وبين قوله تعالى... وهو على منطق التعقل (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون * قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون) (1).
يريد أن أمر ولايتنا وأنصارنا إلى الله سبحانه لا نريد في شئ مما يصيبنا من ضر أو شر إلا ما وعدنا من الثواب على الاسلام له والالتزام لدينه