المفيد للعموم.
وفيه أن قوله: ثم سواه عطف على قوله بدأ والآيات في مقام بيان ظهور النوع الإنساني بالخلق وأن بدأ خلقه وهو خلق آدم كان من طين ثم بدل سلالة من ماء في ظهور أولاده، ثم تمت الخلقة سواء كان فيه أو في أولاده بالتسوية ونفخ الروح.
وهذا معنى صحيح يقبل الانطباق على اللفظ ولا يلزم منه حمل قوله: (ثم جعل نسله من سلالة ماء مهين) على أنواع متوسطة بين الخلق من الطين وبين التسوية ونفخ الروح، وكون سلالة نكرة لا يستلزم العموم فإن إفادة النكرة للعموم إنما هو فيما إذا وقعت في سياق النفي دون الإثبات.
- 6 - الطبيعة الإنسانية والمجتمع المتأمل في شؤون الاجتماع الإنساني، والناظر في الخواص والآثار التي يتعقبها هذا الأمر المسمى بالاجتماع من جهة أنه اجتماع لا يشك في أن هذا الاجتماع إنما كونته ثم شعبته وبسطته إلى شعبه وأطرافه الطبيعة الإنسانية لما استشعرت بإلهام من الله سبحانه بجهات حاجتها في البقاء والاستكمال إلى أفعال اجتماعية فتلتجي إلى الاجتماع وتلزمها لتوفق إلى أفعالها وحركتها وسكناتها في مهد تربية الاجتماع وبمعونته، ثم استشعرت والهمت بعلوم (صور ذهنية) وإدراكات توقعها على المادة، وعلى حوائجها فيها وعلى أفعالها وجهات أفعالها تكون هي الوصلة والرابطة بينها وبين أفعالها وحوائجها كاعتقاد الحسن والقبح، وما يجب، وما ينبغي، وسائر الأصول الاجتماعية من الرئاسة والمرؤوسية والملك والاختصاص، والمعاملات المشتركة والمختصة، وسائر القواعد والنواميس العمومية