وقال تعالى: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا) (1) إلى غير ذلك من الآيات.
- 2 - الانسان ونموه في مجتمعه المجتمع الانساني كسائر الخواص الروحية الانسانية، وما يرتبط بها لم يوجد حين وجد تاما كاملا لا يقبل النماء والزيادة، بل هو كسائر الأمور الروحية الإدراكية الإنسانية لم يزل يتكامل بتكامل الانسان في كمالاته المادية والمعنوية، وعلى الحقيقة لم يكن من المتوقع أن تستثنى هذه الخاصة من بين جميع الخواص الانسانية فتظهر أول ظهورها تامة كاملة أتم ما يكون وأكمله بل هي كسائر الخواص الانسانية التي لها ارتباط بقوتي العلم والإدارة تدريجية الكمال في الانسان.
والذي يظهر من التأمل في حال هذا النوع أن أول ما ظهر من المجتمع فيه الاجتماع المنزلي بالازدواج لكون عامله الطبيعي، وهو جهاز التناسل أقوى عوامل الاجتماع لعدم تحققه إلا بأزيد من فرد واحد أصلا بخلاف مثل التغذي وغيره، ثم ظهرت منه الخاصة التي سميناها في مباحث كتابنا (الميزان) بالاستخدام وهو توسيط الانسان غيره في سبيل رفع حوائجه ببسط سلطته وتحميل إرادته عليه ثم برز ذلك في صورة الرئاسة كرئيس المنزل ورئيس العشيرة، ورئيس القبيلة، ورئيس الأمة، وبالطبع كان المقدم المتعين من بين العدة أولا أقواهم وأشجعهم، ثم أشجعهم وأكثرهم مالا وولدا، وهكذا حتى ينتهي إلى أعلمهم بفنون الحكومة والسياسة، وهذا هو السبب الابتدائي لظهور الوثنية ، وقيامها على ساقها حتى اليوم.