فما جادل النبي ولا عانده إنما كان الصديق لكل أقوال النبي وطوال حياته مع النبي.
كان فارسه الأول في كل حروبه، ومن هنا سمي الصديق الأكبر بالنص الشرعي والفارق الأعظم بالنص الشرعي (1).
وقال علي فيما بعد يصف علاقته بالنبي في تلك الفترة: " وضعني في حجره وأنا وليد، يضمني إلى صدره، ويكتنفني فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرقه، وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه.... وما وجد لي كذبة في قول أو خطلة بفعل، وكنت أتبعه اتباع الفصيل إثر أمه يرفع لي كل يوم من أخلاقه، ويأمرني بالاقتداء به، وكنت في حراء فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة " (2).
وسئل قثم بن العباس: كيف ورث علي رسول الله دونكم؟
فقال: كان أولنا لحوقا به وأشدنا به لصوقا (3).