يقول: إذا أتيته من يكلمني؟ وأنه أخبر صديقا له أنه قال له رجل منهم وقد سمعه يصلي على محمد (صلى الله عليه وآله) ما تقول في محمد؟ أربنا هو؟
وذكر ثمامة بن أشرس قال: كنت مارا في السوق ببغداد، فإذا أنا برجل عليه الناس مجتمعون، فنزلت عن بغلتي وقلت: لشئ ما هذا الاجتماع، ودخلت بين الناس فإذا برجل يصف كحلا معه أنه ينجح من كل داء يصيب العين، فنظرت فإذا عينه الواحدة برشاء والأخرى مأسوكة، فقلت له: يا هذا لو كان كحلك كما تقول نفع عينيك. فقال لي: يا جاهل أهاهنا اشتكت عيناي؟ إنما اشتكتا بمصر فقال كلهم: صدق. وذكر أنه ما انفلت من نعالهم إلا بعد كد.
وأخبرني رجل من إخواننا من أهل العلم قال: كنا نقعد نتناظر في أبي بكر وعمر وعلي ومعاوية، ونذكر ما يذكره أهل العلم، وكان قوم من العامة يأتون فيستمعون منا فقال لي ذات يوم أحدهم وكان من أعقلهم وأكبرهم لحية: كم تطنبون في علي ومعاوية وفلان وفلان؟ قلت: ما تقول أنت في ذلك؟ قال: من تريد؟
قلت: علي ما تقول فيه؟ قال: أليس هو أبو فاطمة؟ قلت: ومن كانت فاطمة؟
قال: امرأة النبي عليه السلام بنت عائشة أخت معاوية. قلت: فما كانت قصة علي؟ قال: قتل في غزاة حنين مع النبي (1).
هؤلاء الذين أطاعوا معاوية وقد بلغ من أمرهم في طاعته أنه صلى بهم عند مسيرهم إلى صفين الجمعة في يوم الأربعاء وأعاروه رؤوسهم عند القتال وحملوه بها وركنوا إلى قول عمرو بن العاص أن عليا هو الذي قتل عمار بن ياسر حين أخرجه لنصرته، ثم ارتقى بهم الأمر في طاعته إلى أن جعلوا لعن علي سنة ينشأ عليها الصغير ويهلك عليها الكبير (2).
هل هذا هو أسلوب الصحابة العدول ببيان الحقيقة؟ فالذي قتل عمار بن ياسر هو علي بن أبي طالب!! وهذا هو أسلوب العدول بتفقيه الناس بأمور دينهم وتعريفهم